---------------------------------------
تغادر بين ثلج المدن ، وصوت صفصاف الخريف . تقتلع عيون الفنارات ، لترسم ضحكتها الخربة . ولم تتأن ولكنها استغرقت طويلاً بالحديث ، عن قصص السرد الممنوع ، عن التواريخ التي تنتهي دوما بنهايات السنين بدون ان تظفر بشي ، عن أنفاق دواخل روحها والتي تطبخ من هواجسها في كل يوم قدر حساء التوجس ، فتجلس لتتناوله في صحنها الصيني المزخرف . المرأة التي لم تشعر بالحرير يندلق على حلمتي نهديها ، منذ زمن لم تعده على أصابع كفها . تتمتلئ بالصخب الذي اختبئ منذ زمنٍ لم يبلل أي زيت ذبالاته ، فنام خلف نباتات الظل ، فأصبحت الستائر تلوك الظلمة بعيدا عن الشمس . تلك التي تخلط بين صفة السكر ، وصفة الصحو ، بين صفة الإيمان ، وبين وساوس الشياطين . المرأة التي غادرها الثلج ، وغادرها المطر . المرأة التي كلما وجدت نبتة ريحان مخضرة في روحها تقتلعها ، خوفا من أن تشي رائحته بها .
المرأة تلك تغادر بين مدن الثلج . معانقة صفصاف الخريف .
المرأة تلك تغادر بين مدن الثلج . معانقة صفصاف الخريف .
صدام غازي محسن
١٤ كانون الثاني ٢٠١٨
١٤ كانون الثاني ٢٠١٨
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق