آكرات شاسعة

--------------------------------------

١
هكذا بدأت تعي
كم هو عدد الأوفياء الذين يهجرون حبيباتهم
ودوما أنت تنشد الصمت في حضرة مذابح النشيد
وبالنسبه لكَ
كثرت تأويلات التشابه في قلبكَ
لتدير ظهركَ وابتسامتكَ تزين ثغركَ المقعر
٢
سوف لن تجد تشبيها أكثر صلادة
فلن تجد أقسى من الفراغ
قلبك ضيق ..
بمساحه آكرات شاسعة
هكذا أراكَ
ترسم بحنجرتك تشابه الأسماء
ثم تعدو نحو جادة الصواب
لترسم فجوة كلما تأملتها تبتلعكَ
فللشراهة أكثر من يقظة عمق
وأكثر من ملامح سطحية
لذا تجدكَ تفشل عند كل هروب
٣
تتضارب الجهات
تتشابه كل جوانب الدروب
لا مفترقات طرق
ولا حتى نهارات مغفرة
رئتاك المكتظتان بالزفير
بالتنهيد
بالثغاء
كلما عبرت فراغا صَفَّرْ
ليس شعرا
فقط صفييير
هكذا بدأت تعي
إن المقابر مأهولة والآكرات شاسعة
٤
الخطيئة المؤجلة حين تفر من المغفرة
التدارك آخر الأمر
والدقيقة في الفرحة المتلبسة بألون السكاكر التي بلا طعم
وليتني تداركت إيماني
ليتني خبأت تلك اللذة لدقيقة ضجر غير معلومة الزمن
ليتني غلقت كل ابواب الفجيعة وكل ابواب الخسارة
ليتني زرعت كل آكرات التفكير بكِ بأشجار امرأة غيركِ
ليتني أتقنت صلاتي بلا التفاتات متعمدة وبلا سهو
ليتني أجلت هذه الخطيئة لتكون معكِ
فقط معكِ

صدام غازي محسن
٢٣ كانون الثاني ٢٠١٨