نصوص تمتلئ بالسخافة

-----------------------------------------------------
١
هل مارستِ السخافة من قبل
لا تجيبي 
فأنا سأجيب بالنيابة
كل شي يبدو سخيفا
كل ما نكتب هو سخافة
ما نشعر به
من محاولة النظر
بتهكم
بشهوة
باستعطاف
نحن مجرد يرقانات لا أكثر
نقلد سخافة الذين سبقونا
نقلد طريقة مشيهم
حزنهم
فرحهم
طرق مضاجعتهم
لا نبتكر شيئا
فقط نقلد
هذا ما تجيده الأعضاء فقط
٢
أصابني الإعياء
وأنا أبادل النظرات
نطرة الى الأسفل
نظرة تتجه نحو مقعد الإله
أصبت بالإعياء
وأنا احاول أن اكون عادلا في اقتسام نفسي بالتساوي
أنا أشعر بالسخافة
لكن كاملة هذه المرة
٣
غادر الشتاء
الشمس لم تصدق
فتوقفتْ طويلا على نتوء أجسادنا
كم سخيفا هذا الشعور
حين تتمنى من الشتاء أن يجلب الصقيع ويأتي
فقط ليأتي
٤
نوع آخر من السخافة
أنا لا أريد أن اكتب
لكن اقترف هذه الخطيئة رغما عني
أنا مُلكُ المساحات المفتوحة
تشربني دوما
فأجد نفسي
وحدي
هكذا بلا إشارات… وحدي
أكتب
لأمتلئ بالسخافة .

صدام غازي محسن
١٢ شباط ٢٠١٨

قيل سابقا

---------

يجب أن تلمس الحضيض لتصل
فانت مرحب بك هناكَ
وقد قيل سابقا
الإجابة تكمن في جيب المكان
لكن ماذا ستجني عندها
إذا اعتل النسيم الثابت
ورفض أن يعلمك بعض الحيل
وقد تبالغ بالتحليل فتنحرف نحو الافق
ليخبت الشغف عندها
فتجد إن الإجابة لم تر اليابسة
مالم تكن مستعدا للتحفظ
مالم تدفع الثمن الباهض
وأكثر ما يخيفكَ
إنك تخشى أن تضيع الله للمرة الأخيرة
فالبعض من روحك باقٍ
والأغلب ليس بداخلك
والأغلب أيضا ليس بداخل حبيبتك
حبيبتك التي أضاعت عينها
وانخفض رأسها من أجل مطاردة ذرات الريح
قيل سابقا
إنَّ الطرق تناديكَ
فضع أذنك على الطرق لتكتشف النهج
لكن كل ما قد قيل سابقا
لم يعرف إن الطرق هي الأدغال نفسها
فلم يعر أهمية للإجابة .

صدام غازي محسن
١٠ شباط ٢٠١٨

صراخ واحتراق نصوص ومضية

---------------------------

١
الإحتراق
ذلك الذي لا يحزن
علينا
على الشراشف
على الأخشاب
يحيل كل شي الى رماد
فقط الحيطان من كانت له رفيقة
فعرفت سيماء الرماد
ستجد هناك فقط السخام
لتعرف عندها كيف هي لغة المقايضة
٢
صوب الريح
تشعل سيكارة من اجل النجاة
ولا تنجو
فأنت تجلس في ذات الطريق
وعلى ذات الصخرة
وفي ذات ممر الريح
٣
في الممر
يطبق صدرك مضيقا عليه
لا يتحطم الممر
صدرك هو من يتحطم
٤
في العمر
أضعت الرب
أضعت نفسك
كيف تبدد العمر في كأس فارغ
ثم تثمل
٥
طنين
عيدان تنظيف الأذن لم تجد نفعا
لا شي باق هناك
سوى صوت الطنين
المزيد منه
المزيد
المزيد
والمزيد من العيدان التي تستهلك بلا فائدة
٦
الحبيبة
ثيابها تصرخ
مسام جسدها يصرخ
حلمة نهدها تصرخ
زهرة منتصف جسدها تصرخ
وسادتها المحشوة بالأحلام الأباحية تصرخ
أنا خاوٍ من كل شيء
الا من التجمد .

صدام غازي محسن
٩ شباط ٢٠١٨

راعي الغيم نص سردي شعري

--------------------

نرسم الحياة على الحوائط بكل جمالية الألوان ، فتظل الرسوم جامدة لا تتحرك ، حتى الشجرة تبقى هناك لا تثمر رغم توالي الفصول ، فالحياة ليست جميلة عزيزتي ، نحن من نرسمها هكذا . لكن الواقع متثائب دائما ، فلا يمكن أن نشرب من النبع الذي رسمناه ، ولا يمكن أن نقنع الريح بعدم سوق الغيوم .
ففي الإتجاهات التي ترسمها الغيوم وهي يسوقها راعي الريح . لا يمكن رسم مربعات وأنت طفل تلعب ، لتقفز نحوها كأنك تقفز نحو المربع الثاني . وهكذا أيضا إن لعبت لعبة الكرات الزجاجية ليرسم خيالك إنك ستحظى بربح المزيد منها ، فتجد نفسك خسرت حتى التي بيدك . وحين تشعر بأنك أكثر من طازج حد الرغبة بالتخلص من كل ملابسك ، لتحرر من كل هذا التعب بثقله ، فتجد التعب يطوقك بكل حنان بيديه ، فتفسد عندها المفاجأة ، لتعود لتعمل الشاي بورق النعناع ، لتقلد ثقافة الشعوب .
وفي الإتجاهات الواقعية توجد طرق مختتقة كثيرة ، ولا يوجد أي طريق حقيقي ، حتى في طريق الرب الطريق الحقيقي الذي تسير به لخطوات قليلة ، فتلقيك بعدها رصاصة ، لتجد نفسك رجعت لتلك الطرق مبررا لنفسك ، إن هنالك لا زال المزيد من الوقت .

صدام غازي محسن
٧ شباط ٢٠١٨

دولبة أفكار

-------------------

١
الوقت ليس في صالحنا
لن أخبركِ عن أحوالكِ
وبدوركِ تجاوزي هذا السؤال
فأجمل ما في الوحدة
إنها تعفيكَ من الإجابة عن هكذا سؤال
هكذا توفر للفراغ
مزيدا من التآكل
٢
سأتكلم
بكلام عادي
أو حتى بكلام يشبه الشعر
وبنفس ملامح قبساته الكاوية
وبلغة تشبه لغة تحديق الحريق في الرماد
ساتكلم بلغة…
وأنا اقف
وأنا أجلس
وأنا نائم
وأنا حي
وأنا ميت
٣
بديلا
جئتكِ
خالي الوفاض
يداي ملطخة بحبر كذب
و فكرة تتدحرج بين صدغيِّ رأسٍ نخره الصداع
بديلا جئتكِ خالٍ من التحصين
فلم أجد بديلا عني سواي
٤
أود أحيانا كثيرة أن أراني بعينيكِ
فقط لأستعيد ذكرى الانسان الذي تركته
لا الإنسان الآن الذي أرجلة مدولبة
ف للكلام بعض القدسية
ليس كله بكفر
٥
هي فكرة الدواليب عزيزتي
عن أرجل تمشي ولا تصل
وأخرى واقفة تاتِ لها الأماكن
وأخرى لا تتكلم فتدوسها الدولايب
الألسن التي تتكلم فلا تقربها الدولايب
سيلفنا الدوران
حين نكتشف إنا خدعنا بواسطة كعب عال
حين نظن إن كل الاحجام طبيعية
فنكتشف إنا خدعنا
بواسطة بوصات بلا قيمة
وبعد كل هذا
أأخبركِ بسر
أموات نحن على نفقتنا الخاصة
هكذا نخرج من محفظتنا الخاصة
عمل ورقية
لنبتاع الموت
في زمن عدت أفكاره مدولبة .

صدام غازي محسن
٦ شباط ٢٠١٨

إنغلاق

------------------

وحدكَ المغلق
وكل أبواب الصباح متفتحة
فكيف تحث بعصاك كل الشحنات
لتبقى أنتَ فقط المظلم
فقط أنتَ
وورقة مطوية
وبعض ضلوعكَ
وعلبة ادوية لمعدة متهالكة
أرديتكَ الثقيلة
أعقاب السكائر
وحدكَ
فقط
وحدكْ
-
ماذا تعرف عن التجمد
الجزيئات التي تشيخ وهي تنتظر أن يحدث شي
ولا يحدث
الإيمان الذي ينقص كل ما تقدمتَ بالعمر
ولا زلتَ
تفلت يدكَ كلما تمسكت بالهلال
انتَ
تفقد
بقية
إيمانكَ
-
إن تمزح وأنت تحمل أحشاءك بين يديكَ
تمارس الواقعية وسط جمع يعتمد الهزلية
تتحمس وسط السلبية
تدق الباب لتستأذن
وأنت تعرف إن المضجع فارغ
أنت
تطرح
نظريات مستحيلة .

صدام غازي محسن
٢ شباط ٢٠١٨