ديستوبيا
-----------------------------------------------------------
-----------------------------------------------------------
لا شيء يدوم ... حتى اللحظات التي لا نشعر بها بإمكانها أن تتحدانا وتغيرنا أو تطمس وجودنا , أو تهب لنا طبعة إبهام جديدة . مدينة الديستوبيا* موجودة بالأصل في دواخلنا , رغم أن الطُوبَاوِيّة* هي التي تظهر على السطح , رغم أن كل ما يكتب ويقرأ يتحدث عن الذات والكينونة , الا إننا نخفي في دواخلنا طوطم مختلف عما يخفيه البعض الآخر . لا أبيض يشق الظلمة , هو الاسود الداكن من نتبعه ونسير خلفه أينما حل . لم نعد نحتاج الى عملية التبويب , فكل شي متداخل ! بعض التجريدية خاصية كبرى نلهث خلفها , ونعري بعضنا الآخر , ونمارس التهيجية بحذافيرها . لا شيء يدوم حتى الفكرة المرسومة طرقها مسبقا , بالإمكان ان نعدل طرقها حسب اللحظة الآنية . منغمسون في الدناءة والإنحطاط . رغيف خبزنا في دواخلنا لا يرى , والعقد التي تحاك في السر ستلتف حول كاحل احدهم . الكلام في المبادئ شعارات مفرطة في الاسراف , نبذر دوما في الكلام , والمثل العليا ! نتحدث بلغة الملائكة ولم ير أحدنا أي ريشة من ملاك , ونتحدث بلسان الرب ونحن لا نفهم لغة الرب . لا توجد مدينة فاضل نحن اقرب الى مدينة الديستوبيا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق