الخميس، 20 يوليو 2017

البعد السيكلوجي والفسيلوجي لنص الشاعر بهاء الطائي

البعد السيكلوجي والفسيلوجي
لنص الشاعر بهاء الطائي
---------------------------

بما إن السايكولوجيا ، هو العلم الذي يدرس الوظائف العقلية والسلوك , فقد كان المدخل الأساسي لقراءة هذا النص . فإدراك الوعي وتراكمات العقل الباطن من التجارب والذكريات وامتزاجه مع الخيال ، هي من أبرز مكونات أغلب القصائد .
وهنا نرجع لبنيوية الشاعر ((( فالبنيوية مشتقة من النص اللاتيني struers (( أي بنى فهي طريقة , إشارة , بناء أو هي تناسق أقسام تجمع بين عنصري ))) *
ففي القسم الأول للقصيدة لو قسمناها الى أقسام , يقول الشاعر
بيني وبينك
قصيدة عجوز
يحاول عجوزها
أن يكتبها وقوفا
في أول الليل
بعد الخمسين
هنا دخل الأرتباط بين اثنين هو , وهي ودخل العمر بكل سيكلوجيته ، والعقل الباطن مما يحتويه . فقد أشار الشاعر الى قصيدة عجوز وهو العمر الذي قضي في علاقة تعتبر طويلة , وحين لم يؤكد بداية على إنها علاقة مصيرية رجع وأكد على إن القصيدة .
يحاول عجوزها
أن يكتبها وقوفا
هنا أشار بلغة سيمائية على أنه العمر ، ولم يكتف بالتأكيد غير المباشر لكن عاد وأكد على أنه العمر . كأنما رصف أول أول ضلع ، ورصف الثاني فيتبادر للقارئ أنه يود رسم شكل هندسي ، لكن هذا الشكل تسبقه التأويلات العديدة … فربما يكون مربعا أو مستطيلا أو مثلثا .
فرجع وقال
في أول الليل
بعد الخمسين
هنا أكد على إن العلاقة ترابطية قديمة لها علاقة بالعمر .
يتسلسل الشاعر في قصيدته ليبوح البوح المباشر .
وبلغة العلامات ( السميوطيقا ) أيضا .
وبسيكلوجية عما اعتراه وهو يريد أن ينطق رغم عدم اكتراثه بالمقابل .
يقول في هذا الجزء .
لايهمني إن رضيت عني أم لم ترض
فاني اتخذت قرارا
أن أكون
أخرسا
أطرشا أمشي فقط
بجانب القصائد
علني أحظى بامرأة
خرساء
طرشاء
تبصر قلبي وجبيني
وهنا أيضا يستثمر البوح المباشر والأقصى كأنما استخدم عبارة لايهمني لأمرين عدم الإكتراث وهي حالة تغلب على أكثرها عدم التكلم واللاأبالية والبوح المباشر والصراخ والتحدي
لايهمني إن رضيت عني
أم لم ترض
فاني اتخذت قرارا
أن أكون
أخرسا
أطرشا
وفي تحليل لهذا الجزء هنا ، دخل التمرد في هذا الجزء كتأكيد أنه كان يهتم في السابق وهو الضلع الثاني .
فقد كان يكترث ويحاور ، ويحاول أن يتوصل الى حلول مع المقابل .
فيكمل إنه لبس عدم الأكثراث ، وفضل أن يكون أخرسا وأطرشا وهنا استدعي وضائف الفسيولوجيا ، كتأكيد إن الأمر ليس روحيا فقط ، بل فسيلوجيا كتأكيد على اكتمال النكران .
وفي الضلع الثالث يكتمل الشكل الهندسي .
هنا جاءت المرحلة المستقبلية والتي هي تكون ردة فعل ، لتراكمات الماضي فيقول الشاعر
أمشي فقط
بجانب القصائد
علني أحظى بامرأة
خرساء
طرشاء
تبصر قلبي وجبيني
لتكتب
بعمرها عاما جديدا لي
قابل للنسيان
كما هي اعوامي الخمسين
المشي بجانب القصائد وهي استدعاء لعلاقة جادة مختلطة بالمشاعر المفقودة ، فيقول كتأكيد
علني أحظى بامرأة
خرساء
طرشاء
تبصر قلبي وجبيني .
هو البحث عن عرفانية امراة تعرف مكنون الشاعر ، وتعرف ما يحب ويكره بعيدا عن التذمر المعتاد .
فيقول تبصر قلبي وجبيني هنا اختلطت الالفسيولوجيا ، بالسيكولوجيا فأصبح الأمر روحيا وجسديا ، وهو يعتبر تكامل لوضائف الأنسان الجسدية والنفسية .
ويكمل النص على أن من تهبه ماذكر سيكون كل شيء تراكم من المرحلة السابقة طي النسيان ، ويغلق النص ليؤكد مرة ثانية على عمره الذي بلغ العقد الخامس .
وهنا تكاملت أضلاع الشكل ، حين رسم الشاعر شكلا هندسيا بلغة ممتزجة بالسيمائية .
وتتكون من الخواص النفسية والسيكلوجية والماضي ، بلقطات فلاشاته ، والمستقبل الذي رسمه سلفا .

المصادر

البنيوية مشتقة من النص اللاتيني struers (( أي بنى فهي طريقة , اشارة , بناء أو هي تناسق أقسام تجمع بين عنصري ))) *
كتاب التحليل النقدي والجمالي للأدب - د . عناد غزوان


-------------------------------------------
صدام غازي محسن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نصوص تمتلئ بالسخافة

----------------------------------------------------- ١ هل مارستِ السخافة من قبل لا تجيبي  فأنا سأجيب بالنيابة كل شي يبدو سخيفا كل ما ...